top of page

اللغة العربية.. لغة علم وحضارة

اللغة العربية..لغة علم وحضارة

إنّ للغة في حياة الفرد أهمية عُظمى، فهي صياغة الحرف؛ لترجمة ما يدور في خُلد الإنسان، وما يختلج في صدره، وكل ما يجول في خاطره من أفكار ومشاعر، في صورة نصوص تُزينها المحسنات اللغوية من نحو دقيق وأسلوب فصيح وبلاغة تأخذك نحو عالم جديد ليس به سِوى إبداع فريد، وليس هذا فقط إنما هي تعبير فذ عن نهضة الأمة وحضارتها، ومرآة تعكس ثقافتها وإنجازاتها.

اللغة العربية إحدى أعرق اللغات وأكثرها أصالةً، ولها من المميزات ما جعلها تعلو فوق كل لغة وتسمو، ومن أعظم تلك المميزات نزول القرآن الكريم بلسان عربي مبين، حيث يرى العربُ جميعًا القرآن الكريم كتابًا لبست فيه لغتهم ثوب الإعجاز، إلى جانب الأحاديث النبوية الشريفة؛ فأضحت اللغة العربية بذلك لغة التشريع الإسلامي مما أكسبها قوةً وعزةً وشموليةً، ومن المميزات الأخرى للغة العربية أنها لغة ذات عراقة وامتداد طويل إذ أنها وُجدت منذ خمسة عشر قرنًا أو أكثر وحتى اليوم، بها تكبر الأجيال وبها نفخر، يقول مصطفى صادق الرافعي: "إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلّبت أمر اللغة - من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها - وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها"، أضِف إلى ذلك أنها لغة تحمل بين طياتها الكثير الكثير من المفردات والمحسنات والصور التشبيهية ... وغيرها، يقول الألماني فريتاغ: "اللغة العربية أغنى لغات العالم"، فمن كمال غناها أنها وسعت كتاب الله لفظًا وغايةً وما قصرت عن أيّ توضيح وتبيان.

تبقى اللغة العربية، بحرٌ واسع، تمتدُّ شطآنه ولا تنعدم خيراته، أينما أبحرتَ وجدتَ الجمال ماثلًا أمامك، لذا حَرّي بنا جميعًا حث الخُطى للحفاظ عليها والاهتمام بها وعدم استبدالها بلغات أخرى.

كاتبة المقال: غروى البقمي

مراجعة وتدقيق: د.دولت ناضرة


Featured Posts
Check back soon
Once posts are published, you’ll see them here.
Recent Posts
Archive
Search By Tags
No tags yet.
bottom of page