الترجمة : علم أم فنّ؟
إذا كنت مترجمًا تحريريًا أو شفويًا فقد تكون هذه المسألة أكثر تعقيداً بالنسبة لك، ولا شك أنك قد سألت نفسك أو وجدت من يطرح هذا السؤال الذي قد يبدو بسيطاً، هل الترجمة علم أم فنّ؟ نقاش غير منتهي في عالم الترجمة.
غالبًا ما ينشأ هذا النوع من الأسئلة عندما تواجهك ترجمة جملة أو كلمة تفهم معناها ولكن لا تجد ما يعادلها في اللغة الهدف، ما العمل؟ هنا يتحتم عليك أن تبتكر أسلوبك الخاص، هل بالمخاطرة بتشويه الأصل، أم بالترجمة الحرفية غير الواضحة؟
والجواب العام والذي يبدو غامضًا هي أنها تعتمد على ما هو مُترجم، هل نتحدث عن ترجمة براءات اختراع، وهو تخصص يتطلب الدقة الفائقة، أم مواد أدبية أو تسويقية تعتمد على الأسلوب والمشاعر أكثر؟
في الحالة الأولى: تنتمي الكلمات التي تتبادر إلى ذهنك إلى عالم العلوم، فالدقة الرياضية والدقة الجراحية مطلوبتان.
أما في الحالة الثانية فإن الأمر يتعلق باللعب مع اللغة وكلماتها في تمرين شعري أو حتى موسيقي.
ومع ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يؤمنون بأن الترجمة قبل كل شيء علم يجب أن يكون الأكثر صعوبة ودقة قدر الإمكان، وفي إطار مجتمع المترجمين ثمة فوارق دقيقة بين أولئك الذين يصرون على البقاء مخلصين للنصوص الأصلية وأولئك الذين يترجمون النصوص بحرية أكبر.
قد ينجح التوجه الأول في اللغات ذات المفردات والقواعد المتشابهة (الإسبانية والفرنسية على سبيل المثال)،
ولكن عندما تطلب مترجمًا آليًا أن يترجم لك، من اللغة اليابانية على سبيل المثال، فمن المرجح ألّا تكون واثقًا من النتيجة.
وعلى الرغم من وجود خطر "حرية التحرك" عندما تبتعد كثيرًا عن النص الأصلي فإنه ينبغي عليك تذكر أن الترجمات الحرفية نادرًا ما تعطي نتيجة جيدة.
إن كنت في حالة شك، فقم بذلك على مرحلتين: التزم بالنص الأصلي قدر الإمكان، ثم حاول أن تجعل النتيجة طبيعية أكثر في اللغة الهدف.
المصدر : http://www.yoshinotrad.fr/blog/traduction-science-ou-art
ترجمة : شيهانة الدويش
تدقيق1 : أثير الثنيان
تدقيق2 : عائشة الضبيعي