ما يحتاج المعلم معرفته : فهم الفروع الأربع الرئيسة للفلسفة

قد يجادل البعض بأن الفلسفة هي جوهر التعليم وإن كان المرء بلا دراية بالفلسفة فكيف له أن يتعلم ويُعلّم ويعيش؟ هذه الورقة تستعرض الفروع الأربع الرئيسة للفلسفة كمدخل مساعد لفهم أهميتها للمعلمين والمربين والآباء والطلبة.

مصطلح الفلسفة مشتق من كلمتين إغريقيتين، فأما الأولى Philo فتعني الحب، وأما الثانية Sophy فتعني الحكمة. فالمعنى الحرفي إذن للفلسفة هو "حب الحكمة". لكل امرئٍ نظرته للحياة، والأطفال، والسياسة، والتعلم، كما له تجاربه الشخصية المتراكمة خلال حياته، فكوّنت له معتقداته التي يؤمن بها، حتى وإن لم يكن يشعر بها أو يدركها، فإنها تفصح عن طريقة عيشه وعمله وتفاعله مع الآخرين، فما يعتقده يظهر فورًا في منهج تعليمه

وتعلمه وتكشف هذه الورقة عن عدة منظورات فلسفية ذات تأثير في مهنة التعليم.

وبالرغم من أن دور الفلسفة الشرقية تاريخيا وتعليميا بات عظيمًا، إلا أن هذه الورقة تسلط الضوء على الفلسفة الغربية في تكوينها للفلسفات التربوية السائدة في الولايات المتحدة. إنه لمن المهم استيعاب أن الفلسفة والتعليم متداخلان، وإن كنت تطمح لأن تكون المثل الأعلى في التعليم، عليك أولا فهم معتقداتك الشخصية ، كما عليك التعاطف مع غيرك في الحين ذاته، فبناء فلسفتك التعليمية عامل فارق في صعودك إلى صرح التعليم.

لفهم أصول الفلسفة التربوية؛ من الضروري أولا استكشاف الفروع الأربع الرئيسة للفلسفة، إذ إن فهم الفلسفة التربوية من شأنه أن يساهم في معرفة كيف أنتجت هذه الأصول كل ما يُمارس ويُعتقد في غالب الفصول الدراسية اليوم. الفروع الأربع الرئيسة للفلسفة هي: المنطق، ونظرية المعرفة (الابستمولوجيا)، وعلم القيم (اكسيولوجيا)، وعلم الميتافيزيقيا أو ما يسمى بما وراء الطبيعة.

الميتافيزيقيا

الميتافيزيقيا هو علم ما وراء الطبيعة أو ما وراء المادة، حيث يُعنى بالبحث في العالم المادي والبحث عن ماهيّة الحقيقة المطلقة وراءه، وعادة ما يطرح أسئلة مثل: ما هي الحقيقة؟ ما منشأ الكون؟ وما وراء النجوم؟ إن التفكر في الحقيقة سواءً كماهيّة خارجية منفصلة عن العالم المادي أم كماهيّة مصاحبة له؛ يؤثر في معتقداتك الميتافيزيقية وفي تصوراتك وتعليمك. وبصرف النظر عن تعريفنا للحقيقة، فاستكشاف العالم المادي وتصنيفه يكوّنان أساسيات مواد دراسية عديدة.

نظرية المعرفة (الابستمولوجيا)

الابستمولوجيا هو العلم الذي يدرس طرق اكتساب المعرفة للبشر، وهي مشتقة من الكلمة الإغريقية Episteme وتعني المعرفة أو الفهم، وتُعنى الابستمولوجيا بمصادر المعرفة وطبيعتها، إذ تقدم أربع منابع رئيسة للمعرفة وهي: الوحي الإلهي والحس والعقل والحدس، كل هذه المصادر تؤثر في كيفية ظهورالتعليم والتعلم والفهم في الفصول الدراسية.

علم القيم (الاكسيولوجيا)

الاكسيولوجيا هو الفرع الفسلفي الذي يدرس المبادئ والقيم، وتُقسّم فيه القيم إلى قسمين رئيسين: أخلاقية وجمالية، فأما الأولى فتبحث في مسائل الأخلاق والقيم الفردية، وأما الأخيرة فتستقصي الجمال واللذة والذوق. ولا يعد التعليم في الإطار الاكسيولوجي معرفة وحسب، بل يعد نوعًا معيشيًا أيضًا.

المنطق

المنطق هو أحد فروع الفلسفة الذي يهدف إلى تنظيم العقل، حيث يتعلم طلبة المنطق كيف يفكرون بطريقة سليمة البناء والتسلسل، وللمنطق قسمان: الاستنباطي، وهو يعتمد على تحليل قضية عامة واستنتاج مجموعة قواعد ومبادئ منها ثم تطبيق هذه القواعد على حالات محددة، أي يتدرَّج من العام إلى الخاص. والاستقرائي، وهو نقيض الاستنباطي، إذ يركز على الحالات المحددة ويحللها ويتدرج حتى يصل إلى الاستنتاجات والقواعد العامة التي كانت سببًا لهذه الحالات، أي يتدرَّج من الخاص الى العام.

المصدر: https://www.theedadvocate.org/need-know-education-understanding-4-main-branches-philosophy/

ترجمة : سارة الزكري

تدقيق1 : منار العتيبي

تدقيق2 : هند العمران