المقال الأكثر متعة!
يعد الترفيه أمراً عالميًا، بغض النظر عن السن أو العرق أو الديانة، فالجميع يرغب في أن يحظى ببعض المتعة، في الواقع نحن ننفق جزءاً كبيراً من دخلنا على الترفيه والذي قد يظهر بهيئة ممارسة هواية ما، أو حضور المناسبات الرياضية، أو السفر، أو ارتياد صالات السينما وإلخ...
ما هو الترفيه؟
أولاً، دعنا نفكك معنى الترفیه من الأساس. إن التعريف الأساسي للترفيه ھو "أي فعل ھدفه المتعة والتسلیة"، لكن ھذا لیس بالتعریف الكافي. ما زلنا نتساءل عما یجعل شيئاً ما ترفيهياً، وھو أمر مھم لفھم ما إذا كنا سنستفید منه لصالحنا أم لا كما سيتم ذكره في هذا المقال.
بأبسط العبارات، يكون الشيء ممتعاً عندما یجذب انتباه الناس...
هذه المكونات الثلاث هي الوصفة السحرية التي ستستحوذ على اهتمام الآخرين :
1- لا يمكن التنبؤ به
2- غير شائع
3- لا يمكن تصوره
وأي شيء ممتع فهو غالباً ما يندرج تحت هذه المكونات الثلاث أو أحدها، كيف؟ فلنثبت ذلك.
لماذا ننفق المئات من الدولارات ونقضي عطلة نهاية الأسبوع كاملة لحضور مباريات كرة القدم والتكدس هناك تحت حرارة الجو الخانقة؟ الجواب هو: لأن الرياضة لا يمكن التنبؤ بها، وهذه الخاصية ممتعة، فأنت لا تعرف مالذي سيحصل في الركلة التالية أو في الهجوم التالي، وهذه التوقعات تستحوذ على تفكيرنا وتحفز عواطفنا.
لماذا نقضي ساعات طوال في مشاهدة المسلسلات الكومیدیة أو برامج "الواقع الحي"؟ ببساطة، لأن القصص التي تصوَّر غیر شائعة، وعادة ما يكون الشيء النادر مسلياً وجذاباً، وتلك المواقف والظروف التي تلعب دورھا على الشاشة لا تراھا تتجسد أمامك في حياتنا الیومیة العادیة، كما تصنف الدراما بأنها صادمة عاطفیة ومثیرة وذلك لأنھا قصص غیر مألوفة في واقعنا الذي نعيشه.
لماذا تأسرنا عناوين الأخبار المجنونة؟ لأن القصص التي ترد فيها لا يمكن تصورها، غالباً ما تكون القصص التي تُعرض على شاشات الأخبار عن الأمور التي تحدث أو تُقال لم تخطر ببالنا من قبل، وهذه الأمور نستمتع ونستثار بسماعها أو مشاهدتها.
تشغلنا أمثلة الترفيه هذه بطریقة تستحوذ على جل انتباھنا. وبالتالي فإننا ندفع الثمن أياً كان لكوننا نأمل الانخراط بأي طریقة ترضي حواسنا، اسأل نفسك ماهي الأمور التي تهدر مالك ووقتك في قضائها أو ماهي الفيديوهات والمقالات التي تختار أن تنقر عليها.
إذا كان لدينا اهتمام طبيعي بشيء ما فحاجتنا للترفيه تقل لأننا نستطيع الانخراط فيه دون أي عناء! ولكن ليس هذا هو الحال دائماً، ففي الواقع هذا نادر الحدوث، وغالبا ما يتم إغراءنا للانخراط في الشيء الذي لا نملكه لمجرد ارتباطه بما يروّح عن ذواتنا.
لماذا تحوي قصص الأطفال على صور؟ ليس لأنهم لا يستطيعون القراءة، قد لا يكونون ماهرين ولكنهم يستطيعون، السبب وراء وجود الصور في قصص الأطفال هو كونهم لا يهتمون فعلاً بالمعلومات التي تحويها الكتب، فيستعمل الكاتب الصور كعنصر ترفيهي لجذب اهتمامهم.
القصة والصور "العناصر الترفيهية" في كتب الأطفال لا قيمة لها في الواقع، تكمن قيمة هذه الوسائل في الرسالة المبطنة التي تحملها هذه القصص.
كلما تمكنت من شد انتباه شخص ما أكثر، كلما أصبحت رسالتك أقوى، الاهتمام الكامل بشيء ما يوفر فرصاً أكبر لتحقيق التأثير المطلوب، وهنا تكمن قيمة الترفيه وهيمنته، فهو أداة.
يتحول الترفيه إلى معضلة عندما يتم تقديمه لهدف المتعة فقط دون أن يحمل رسالة قيَميّة ما، والنتيجة في هذه الحالة هي تجربة الشعور بمتعة لحظية دون نقل راسخ للمعرفة، وينتهي أثر هذه المتعة بانتهائها.
توظيف الترفيه بهذه الطريقة يعد شكل من أشكال الهرب من الواقع، وهو أمر خطير لأنه يولد مشاعر روحانية خاوية هرباً من الواقع ومسؤوليات الحياة.
قد يقلل البعض من أهمية الترفيه بسبب عدم استيعاب دوره في تحقيق تأثير دائم، والنتيجة هي أننا سنضيع فرصة استخدام الترفيه لجذب الاهتمام، فالمتلقي المرتبط عاطفياً وفكرياً وروحياً سيستقبل الرسالة بشكل أعمق من المتلقي اللا مبالي أو الضجر أو غير المرتبط بالرسالة بأي شكل من الأشكال.
الوصول إلى استخدام قوة الترفيه !
يمكن للترفيه أن يصبح أقوى أسلحتك، فالترفيه والعلم لا يتنافيان، فلا أحد سيجبرك على إما أن تقدم شيئاً ترفيهيًا أو شيئاً ذا قيمة، الأمر الجميل هو أنك تستطيع أن تحصل عليهما معاً ليعملا بتوافق لتقديم نتائج بنَّاءة، كما أن إضافة الترفيه إلى أي رسالة سيعززتأثيرها.
إذا آمنت بأنك تحمل رسالة قيّمة، يجب أن تسعى إلى إضافة عنصر الترفيه إلى ما ستقدمه لكي تشد انتباه جمهورك ويتأهب لاستقبال رسالة ذات أثر دائم.
أضف الترفيه إلى أي شيء وكل شيء...
ھنا تكمن نقطة جمع مكوناتنا المفككة لمعنى الترفیه وهي: أن یكون شيء لا یمكن التنبؤ به، أو غیر شائع، أو لا یمكن تصوره، وطرحه بأسلوب واضح وبسیط.
خذ ما تفعله بعين الاعتبار، و اسأل نفسك ثلاثة أسئلة :
- ما الذي بإمكاني إضافته ولا یمكن أن یتنبأ به جمھوري أبًدا؟
- كیف یمكن أن تكون ھذه التجربة شیئًا غیر مألوف لا یمكنھم تجربته في حیاتھم الیومیة؟
- ما ھو العنصر الذي یمكنني تضمینه بما أفعل ولم یسبق له مثیل من قبل؟
إجابتك على ھذه الأسئلة وانطباق كل عنصر على ما تفعله یعني أنك خلقت جواً ترفیھیًا حيث ستقدَّم التجربة لجمهورك المدعو للمشاركة والتفاعل معها بشكل كامل، وبهذه البساطة ستحقق نقلة نوعية في مستوى تأثيرك عليهم.
المصدر: https://medium.com/@bendebayle/the-most-entertaining-article-you-ll-ever-read-87edf5eb324b
ترجمة : عهد القحطاني
تدقيق1 : أثير الثنيان
تدقيق 2 : أمل السماري