كيف تتغير أدمغتنا عند تعلم مهارة جديدة؟
إن تعلم مهارة جديدة خلال أي مرحلة عمرية من حياتك يحدِث تأثيرًا محددًا وواضحًا على الدماغ، والذي يُلم به العلماء جيدًا في وقتنا الحالي، أنه بعد تعلم شيء جديد، لن يكون دماغك هو ذاته مرة أخرى. إليك بعض الطرق التي يمكن أن يتغير بها الدماغ.
عصبونات ووصلات جديدة
في كل مرة نتعلم فيها شيئًا جديدًا، يكوّن الدماغ وصلات وعصبونات جديدة، ويجعل المسارات العصبية الموجودة أقوى أو أضعف، يطلق بعض الخبراء مسمى (تَكَيُّفيّة أو قابلية التشكل) على هذه التغيرات الحاصلة في الدماغ.
تستقبل التغصنات في الخلية العصبية في عصبوناتك الإشارات تغصنات أخرى، وتنتقل هذه الإشارات على طول المحور العصبي الذي يربطهم بالعصبونات والتغصنات الأخرى، تنتقل هذه الإشارات بسرعة غالبًا في غضون أجزاء من الثانية، وتُرسل كثير من هذه الإشعارات دون أن يدرك الدماغ.
سيستمر دماغك بالتغير حتى نهاية عمرك، فكلما تعلمت مهارات جديدة مع مرور الزمن، تغير دماغك وأصبح أكثر "تكيّفًا" من ذي قبل.
من مؤقت إلى دائم
كل شيء تتعلمه يُخزن مبدئيًا في الذاكرة قصيرة المدى، وقد ينتقل جزء منه إلى الذاكرة طويلة المدى. يعد النوم عاملًا ضروريًا في عملية انتقال شيء ما من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى مما يفسر سبب ضعف الذاكرة عند قلة النوم. كثيرًا ما يحدث هذا التدهور والذي قد يجعل الذكريات ناقصة بمجرد نقلها، وهذا بسبب الكيفية التي يتعين بها انتقال الذكريات عبر العديد من العصبونات والوصلات العصبية.
إفراز هرمون الدوبامين
يُعد تعلم أشياء جديدة أمراً مثيراً للمتعلم، وفقًا لموقع أوبرا، تُحفز التجارب الجديدة إنتاج هرمون الدوبامين، والذي يجعل من عملية التعلم أمراً مشوقًا بالإضافة إلى أنه يدفعك إلى الرغبة في إعادة خوض التجربة مرة أخرى. كما يرتبط هرمون الدوبامين بتجارب كالحب، والسلوكيات المسببة للإدمان، واضطراب نقص الانتباه، وأشياء متعددة أخرى.
إنتاج مادة الميالين
يساعد الميالين الإشارات على التنقل بصورة أسرع في العصبونات، لذا عند تعلم أشياء جديدة وخاصة في مرحلة عمرية متقدمة، فإنه يؤدي إلى زيادة وصول الميالين إلى المحاور العصبية حتى تكون أدمغتنا مترابطة وتعمل بصورة أسرع وأفضل. وتعمل مادة الميالين جيدًا عندما تتكرر التجربة الجديدة مرات عديدة، مثل أن نتدرب على شيء ما أو نكرر فعله كل يوم أو كل بضعة أيام.
عندما لا تتعلم أشياء جديدة
أظهرت دراسة بريطانية أن الشعور بالملل - والذي غالبًا ما يحدث عندما لا تتعلم شيئًا جديدًا - قد يُعد خطيرًا على الصحة. فالأشخاص الذين ذكروا في الدراسة أنهم شعروا بالملل على مدى فترات طويلة، سجلوا ضعف معدلات الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بمعدلات أولئك الذين لم يذكروا شعورهم بالملل.
إن عدم خوض (أو وجود) تجارب جديدة وتعلم أشياء جديدة من شأنه أن يُبطئ عمل الدماغ ويجعله أقل استجابة. لذا فإن التعلم في الكبر مفيد للصحة، وقد ثبت أنه يبطئ ظهور ألزهايمر والخرف، فضلًا عن منع تراجع قدراتك العقلية.
المصدر : https://ccsuconed.wordpress.com/2017/07/25/what-happens-to-your-brain-when-you-learn-a-new-skill/
ترجمة : أثير العتيبي
تدقيق1 : نورة السالم
تدقيق2 : شمّاء السهلي